Abstract
الخلاصة
تحاول الدول والحكومات الإفادة من المخزون الحضاري والثقافي الذي تزخر به المدن والمعالم القديمة، وتعمل على تنميته لغرض تحقيق العديد من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية.وتتميز مدينة الموصل القديمة بغنى في الإرث الحضاري والتراثي يتمثل في النسيج الحضري والشواخص المعمارية التي تنتشر فيه.وعلى الرغم من أن العراق قد اهتم بالتجديد الحضري للعديد من مدنه منذ أكثر من عقدين من الزمن متخذا وسائل وسبل شتى؛ إلا أن نسبة كبيرة من تلك التجارب لم يكتب لها النجاح،في حين كانت الأهداف المتحققة لما أنجز منها متواضعا بالقياس إلى المبالغ والجهود والوقت المبذول في إعداد الدراسات والتصاميم الخاصة بتلك المشاريع. ولعل جملة الدراسات الأخيرة المتعلقة بالتجديد الحضري لعديد من مدن وقصبات العراق (ومنها دراسة مشروع التجديد الحضري لمدينة الموصل القديمة المنجز نهاية عام2009) مثال واضح على تلك المشاريع التي اهتم بها البلد مؤخرا.ومع أن تلك الدراسة قد قامت بإعداد مسوحات لواقع الحال تبنت من خلالهااستراتيجية تحديد جملة من المحاور (الرئيسية)والتي شكلت شرايين أساسية في هيكل الرقعة الحضرية لمدينة الموصل القديمة إلا أن تلك الإستراتيجية بقيت مبهمة وذات نزعة ذاتية وبعيدة عن واقع حال النسيج الحضري، إذأنتلك الدراسة قدمت رؤية لتحديد تلك المحاور مستندة في ذلكإلىطبيعة تلك المحاور وتواجد مجموعة من الوظائف والفعاليات ضمنها بحيث تعمد لاحقا إلى تطوير تلك المحاور بالاستناد إلى وجود تلك الفعاليات فيها. تحاول هذه الورقة تقويم استراتيجية انتخاب تلك المحاور من خلال المقارنة بين ما توصلت إليه مشروع التجديد الحضري لمدينة الموصل القديمة من ناحية، وما بين واقع حال مسحي لعدد من تلك المحاور من ناحية أخرى، لمعرفة مدى تطابق إمكانيات واقع الحال مع رؤية الدراسة أنفة الذكر وبالتالي تحديد مدى صحة وكفاءة تلك الاستراتيجيات. لقد توصل البحث إلىأن واقع الحال بعيد كل البعد عن ما اقترحته تلك الدراسة في انتخابها للمحاور وبالتالي فان الإستراتيجية التي اعتمدتها خلت من مصداقية الارتباط مع الإمكانيات التي يمكن أن يوفرها الموقع.
كلمات دلالة:الاستراتيجية التصميمية،استراتيجياتهالتجديد الحضري ،تقويمالاستراتيجيات، الحفاظ ، التراث العمراني، مدينة الموصل القديمة